الأرق والصيدلية الخضراء
بقلم الدكتور الصيدلي صبحي العيد
الأرق كلمة عامة تشمل كل اضطراب في النوم. ولا شك أن العقاقير الدوائية ذات فعالية عالية في الخلود للنوم، ولكنها يمكن أن تؤدي إلى الإدمان والكسل واضطراب المزاج، صبيحة اليوم التالي. كما إنها تتعارض مع الدورة الطبيعية للنوم .
وأفضل البدائل العشبية، وبعض النصائح الغذائية التي تساعدك في الخلود إلى نوم هادئ عميق هي:
التورنيجان: ويعرف أيضا بالمليسا lemon balm وله رائحة ليمونية مبهجة ينشرح لها الصدر، إذا ما فركت أوراقه بين أصابعك. وقد اعتبر، قديما وحديثا، مهدئا آمنا وملطفا للمعدة، وأن تأثيره المهدئ يعود الى مجموعة المواد الكيمائية في النبات التي تسمى التربينات (TERPENES)، حيث وجد أن لهذه المواد فوائد في توسيع الأوعية الدموية، مما يساعد على خفض ضغط الدم والاسترخاء.
ولتحضير شراب هذه العشبة أقترح عليك نقع حوالي ملعقتين كبيرتين من الأوراق الجافة بكوب ماء بدرجة الغليان لمدة خمس دقائق، ثم يصفى ويشرب. ويفضل إضافة ملعقة عسل كبيرة للمنقوع هذا .
ملاحظة: لا تجرب هذه العشبه إذا كنت تعاني من اضطرابات في الغدة الدرقية، فهي قد تزيد الحالة سوء وقد وجد أن كيماويات نبات المليسة تتداخل مع مادة THYROTROPINE وهي منشط هرموني تفرزها الغدة الدرقية .
الناردين: لقد استخدمت جذور هذا النبات، منذ القدم، كمهدئ. كما استخدمت مكوناته الفعالة في المساعدة على النوم.
إن تناول شراب مصنوع من الناردين بمقدار ملعقة إلى ملعقتين صغيرتين، قبل الذهاب الى النوم بفترة قصيرة، سوف يحسن من مستوى النوم بشكل ملحوظ. وقد اعتبر هذا المشروب شديد الأمان إلى درجة تمكن الشخص من تناول عدة أكواب في اليوم الواحد للتخفيف من التوتر والقلق والعصبية. وللناردين رائحة ومذاق غير مستساغ، فإذا لم تستطع احتمال ذلك يمكنك استخدام الكبسولات بدلا منها، وهي متوفرة في الصيدليات. ولا يسبب الناردين الإدمان مثل الأدوية المنومة، كما انه لا يسبب آثارا بغيضة مثل التي تسببها المنومات الكيماوية.
الخزامى: إن الخزامى من الأعشاب التي اقرها خبراء الطب البديل لعلاج الأرق. ولقد استخدمت المستشفيات البريطانية زيت الخزامى لعلاج الأرق عند المرضى لمساعدتهم على النوم. وهذه المستشفيات تضع العشب، إما في الحمام الدافئ، واما رشه داخل أغطية الفراش. كما أن الخزامى مفضل عند المعالجين الطبيعيين الذين يستخدمونه لعلاج كل أنواع العلل، ومنها الأرق. وبعض مكونات الخزامى تؤثر في غشاء الخلايا، مما يعوق تفاعل الخلايا مع بعضها. ولأن زيت العشب يبطئ من انتقال النبضة العصبية، فإنه يساعد على التقليل من التوتر ويجلب النوم والنعاس.
البابونج: لمعالجة الأرق واضطرابات النوم، ينصح بشرب مغلي البابونج المخفف، دون إفراط بمعدل كوب واحد أو اثنين فقط قبل النوم، ما يساعد على تهدئة الأعصاب وجلب النوم لأنه يحتوي على عناصر كيماوية (Bisabolol) حيث وجد أن هذا العنصر الكيماوي يزيل توتر العضلات، ويمكن أن يحيد مفعول المركب الكيماوي الضروري للالتهابات والآلام. كما أثبتت الدراسات أن له مفعولاً مهدئاً خفيفاً، يمكن أن يجلب النعاس إذا تناوله الإنسان قبل الذهاب إلى الفراش.
ملاحظة: إن الإكثار من شرب البابونج، وخصوصا الكثيف منه، كما يلاحظ عند بعض الناس وتحديداً كبار السن، يؤدي إلى مفعول عكسي يجلب الأرق والصداع وحدة المزاج. ولا ينصح باستعماله للأطفال دون عمر السنتين.
الخس: أثبتت الدراسات أن الخس يحتوي على مادة اللكتوكاريوم المسؤولة الأولى والأكثر فعالية، عن تبديد الاضطرابات العصبية. وهي تساعد على تخطي حالة الأرق المزمنة، والتخلص من تشنجات الأمعاء والسعال المتأتي عن نوبات عصبية، حيث تعتبر هذه المادة من المواد الشبيهة بمادة الأفيون المسمة، دون أن يكون لها تأثير سام على الجسم، ودون أن تسبب الإدمان، وهي تؤثر في المراكز العصبية، وتجعل من الخس مهدئا ومنوما. ولذا ينصح بتناول عدة أوراق من الخس بعد تنظيفها قبل النوم بحوالي ساعة. وهذا ما يفسر لماذا كان العالم جاليليوس قبل آلاف السنين يأكل الخس قبل النوم؟
ملاحظة: لا يعطى الخس في حالات السعال الرطب المصحوب بالبلغم، لأنه يعمل على حبس البلغم وزيادة الحالة سوء.
وأخيرا أرجو العلم انك لن تستطيع التمتع بنوم هادئ وعميق، إذا نمت بمعدة محشوة بمختلف أنواع الطعام، وخصوصا البروتينات واللحوم. لذا عليك أن تتناول عشاء خفيفا معتمدا على أنواع الكربوهيدرات في وقت قبل حوالي 3-4 ساعات قبل الخلود إلى النوم.
وباستطاعتك ان تجرب الخلطة الغذائية الآمنة التالية، التي ثبت انها تجلب النوم والنعاس وهي: ملعقتان كبيرتان من العسل مع ملعقة كبيرة من خل التفاح ثم ملعقة كبيرة من الماء الفاتر، ثم اشرب الخليط قبل النوم بحوالي نصف ساعة، وأنا اكفل لك نوما هادئا عميقا وأحلاما سعيدة إن شاء الله.
منقول